نبذة تاريخية
يملك برشلونة الإسباني صيتاً ذائعاً في أرجاء المعمورة كوَّنه من نجاحات متعاقبة محلية وأوروبية وضعته في مصاف أندية الصف الأول, بالرغم من أن حكاية التألق قارياً وعالمياً لا تقاس على سبيل المثال بانجازات غريمه اللدود ريال مدريد, فهي بعيدة عنها بعض الشيء, لكن شهرة النادي, لاسيما العالمية منها طرقت القارات الخمس, وأمست من الثوابت الكروية.
يعتبر برشلونة, في لغة الأرقام الأكثر إفصاحاً في عالم الكرة, ثاني فريق في إسبانيا من حيث الألقاب محلياً وقارياً, وهو واحد من ثلاثة فرق لم تغادر قط الـ"ليغا". أحرز لقب الدوري الإسباني تسع عشرة مرة وخمس وعشرين مرة مسابقة الكأس, وثماني مرات كأس السوبر الإسبانية, ومرتين كأس الدوري الملغاة منذ 1986, أما أوروبياً فهو من أنجح الفرق عموماً مع أربعة ألقاب في كأس الكؤوس التي لم تعد موجودة وثلاثة في كأس السوبر, ومثلها في كأس المعارض التي لم تعد موجودة, إلى جانب ثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا (1992 -كأس أوروبا-, 2006-2009).
قارياّ في أم المسابقات, يعتبر تاريخ برشلونة الناصع حديثاً, فهو بالرغم من أنه استهلَّ مشاركته في كأس أوروبا للأندية البطلة (المسمّى القديم للبطولة), موسم 1959- 1960, إلا أن عدد مرات ظهوره لم تتعد الأربعة قبل العام 1992, لكن يُحسب له أنه لم يغب منذ هذا التاريخ إلا عن ثلاث نسخ, 1996, 1997 و2004, وبلغ مجموع مشاركاته حتى تاريخه الثماني عشرة (دون احتساب موسم 2009-2010).
وبالرغم من أن سجلات المسابقة تشير إلى أربع مشاركات قبل 1992, فإن ممثل مقاطعة كاتالونيا أصاب نجاحاً مميزاً, دون أن يصيب اللقب, فوصل نصف النهائي مرتين, الأولى في استهلاليته في المسابقة, عام 1960 حين أخرجه ريال مدريد, والثانية العام 1975 حين خسر أمام ليدز يونايتد الإنكليزي, كما وصل النهائي مرتين أيضاً, العام 1961 وخسر أمام بنفيكا البرتغالي, والثانية العام 1986 وخسر أمام ستيوا بوخارست الروماني.
غاب برشلونة بعد نهائي 1986, وعاد العام 1992 مع آخر نسخة للمسابقة تحت مسمى كأس أوروبا للأندية البطلة, إذ تحولت من موسم 1992-1993 لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم, ونجح عامذاك في إحراز أول لقب في المسابقة بهزمه في النهائي الذي أقيم على ملعب ويمبلي الإنكليزي, سمبدوريا الإيطالي 1-0, بهدف سجله المدافع الهولندي الشهير رونالد كومان في الدقيقة 111, وكان في عداد تشكيلة الفريق الإسباني أيضاً, النجم البلغاري هريستو ستويشكوف, والدنماركي مايكل لاودروب والحارس الشهير اندوني زوبيزاريتا, أما المدرب فكان الهولندي الطائر يوهان كرويف.
فشل برشلونة في الموسم التالي في الدفاع عن لقبه فخرج من الدور الثاني أمام سسكا موسكو الروسي, لكنه عاد العام 1994 وبلغ النهائي قبل أن يخسر في لقاء شهير أمام آي سي ميلان الإيطالي 0-4, ليغيب بعدها عن النهائي طوال الفترة التالية حتى العام 2006 حين توّج باللقب مرة ثانية, علماً أنه قبل ذلك غاب عن المسابقة عام 1996 لحلوله رابعاً في الدوري (شارك في كأس الاتحاد), و1997 بحلوله ثالثاً في الدوري (شارك في كأس الكؤوس, كونه وصيف اتلتيكو في الكأس, المتوّج بلقب الدوري حينها), و2004 (شارك في كأس الاتحاد لحلوله سادساً في الدوري).
تتويج العام 2006 كان له نكهة مميزة مع الفريق المرعب الذي امتلكه النادي آنذاك بقيادة المدرب الهولندي فرانك رايكارد, وكان على حساب ارسنال الإنكليزي بنتيجة 2-1 في النهائي الذي أقيم على ملعب سان دوني في فرنسا, بقيادة النجم البرازيلي رونالدينيو الذي كان في أوج عطاءاته وقتها إلى جانب الهداف الأفريقي الفذّ, الكاميروني صامويل إيتو.
فشل برشلونة, الموسم التالي 2006-2007 في الدفاع عن لقبه, فخرج من دور الـ16 أمام ليفربول الإنكليزي, كما خسر في نصف نهائي نسخة 2007-2008 أمام مانشستر يونايتد الإنكليزي, لتشأ الصدف بعدها أن يلتقي الفريقان مجدداً في نهائي نسخة 2008-2009, أي الـ54 للمسابقة.
واستطاع برشلونة, بقيادة مدربه الشاب الناجح جوسيب غوارديولا ردّ الصاع صاعين, ففاز في النهائي الذي أقيم في روما 2-0, في مباراة هيمن عليها الكاتالونيون من بدايتها إلى نهايتها, متوّجين موسماً رائعاً فازوا فيه أيضاً بلقب الدوري وبكأس الملك الإسباني ليكون برشلونة أوّل فريق إسباني يحقق الثلاثية المذكورة, وقد اعتبر الكثيرون من المراقبين أن فريق برشلونة الحالي أو موسم 2008-2009 هو الأعظم والأقوى في العالم.