بعد شهور قليلة من إقالة النجم الألماني الشهير يورجن كلينسمان من تدريب فريق بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم عقب خروج الفريق صفر اليدين من دور الثمانية في دوري أبطال أوروبا ، يبدو أن خليفته الهولندي لويس فان جال سيواجه نفس المصير ولكن في وقت مبكر من الموسم.
ولم يعد مصير بايرن في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم معلقا بيديه حيث يحتاج الفريق من أجل الحفاظ على فرصته في الاستمرار ضمن دائرة المنافسة على التأهل للدور الثاني (دور الستة عشر) بالبطولة إلى الفوز على ضيفه مكابي حيفا الإسرائيلي في المجموعة الأولى بالدور الأول للبطولة غدا السبت مع سقوط يوفنتوس الإيطالي أمام مضيفه بوردو الفرنسي في المباراة الثانية بالمجموعة.
وتبدو فرصة بايرن صعبة للغاية وهو ما يضاعف من الضغوط الواقعة على مدربه الهولندي الذي أصبح مهددا بالرحيل من النادي البافاري قبل نهاية العام الحالي.
ولم يعد أمام فان جال سوى تحسين نتائج الفريق في الأسابيع القليلة المقبلة قبل عطلة الشتاء إذا أراد الاستمرار مدربا للفريق وهو ما أجمعت عليه وسائل الإعلام الألمانية اليوم الثلاثاء حيث عقدت المقارنات بين فان جال وكلينسمان.
وأقيل كلينسمان من تدريب الفريق في نيسان/أبريل الماضي بعدما خرج بايرن صفر اليدين من دور الثمانية لدوري الأبطال في الموسم الماضي على يد برشلونة الأسباني الذي توج باللقب فيما بعد.
وكانت التصريحات التي أدلى بها كارل هاينز رومينيجه نائب رئيس النادي عقب تعادل بايرن مع ضيفه باير ليفركوزن 1/1 أمس الأول الأحد في الدوري الألماني (بوندسليجا) مشابهة لما صرح به بعد هزيمة الفريق صفر/4 أمام برشلونة في دور الثمانية للبطولة الأوروبية الموسم الماضي.
وقال رومينيجه آنذاك إنه من المهم أن يحتفظ النادي بعقلانيته وألا يبالغ في رد الفعل من خلال اتخاذ أي قرارات عفوية ومتسرعة. ورغم ذلك أقال النادي كلينسمان من تدريب الفريق بعد 19 يوما فقط من هذه التصريحات.
وقال رومينيجه أمس الأول الأحد في رده على تساؤلات وسائل الإعلام بشأن فان جال "ما من مجال لاتخاذ أي قرارات في هذا الوقت العصيب.. يجب أن تظل عقلانيا وموضوعيا وألا تندفع عاطفيا عند دراسة الوضع".
وأضاف "نحتاج لتوحيد الجهود مع الفريق والمدرب ونأمل في أن تتعدل الأمور بأسرع ما يمكن. أتمنى أن ننجح. وإذا لم يحدث ذلك يجب علينا أن ننتظر ما سيحدث".
وفي حالة خروج بايرن من الدور الأول لدوري أبطال أوروبا قبل مباريات الجولة السادسة الأخيرة من مباريات هذا الدور والتي تقام فعالياتها في كانون أول/ديسمبر المقبل ستكون صدمة بالغة للفريق البافاري الذي سبق له الفوز بلقب دوري الأبطال أربع مرات كان آخرها عام 2001 .
وسيكون الخروج من هذه البطولة لطمة قوية لبايرن في الوقت الذي ينتظر فيه النادي انتقال رئاسته من أسطورة كرة القدم الألماني فرانز بيكنباور إلى مواطنه أولي هونيس.
وينتظر ألا يتسم اجتماع الجمعية العمومية للنادي والمقررة يوم الجمعة المقبل بالأجواء الاحتفالية في ظل افتقاد الفريق للنجاح حاليا.
وفجر فيليب لام مدافع الفريق مفاجأة كبيرة في الآونة الأخيرة بانتقاده سياسة النادي في سوق انتقالات اللاعبين وكذلك أسلوب لعب الفريق.
وتسببت المقابلة الصحفية التي انتقد فيها هذه الأمور في فرض غرامة مالية ضخمة عليه لتكون أكبر غرامة لأي لاعب في تاريخ النادي رغم أن ما صرح به اللاعب يعبر عن شعور وتفكير الكثيرين من مشجعي الفريق.
وهناك دلالات أخرى على أن الأمور لا تسير في النادي على ما يرام. فاللاعبون الجدد لم يتأقلموا مع الفريق حتى الآن بل إن بعضهم لا يشعر بالسعادة للتواجد في الفريق بينما يعاني البعض الآخر من تراجع المستوى.
وعبر المهاجم الإيطالي الدولي لوكا توني عن انزعاجه لعدم الحصول على الفرصة المناسبة في الموسم الحالي من خلال مغادرته الاستاد بين شوطي إحدى مباريات الفريق بعد استبداله بنهاية الشوط الأول مما دفع النادي لفرض غرامة مالية ضخمة عليه أيضا.
ويبدو بايرن بعيدا بشكل كبير عن دائرة المنافسة على لقب البوندسليجا هذا الموسم رغم أنه ما زال في المركز السابع بجدول المسابقة وبفارق ست نقاط عن ليفركوزن المتصدر حيث حقق بايرن الفوز في خمس مباريات وتعادل في ست وخسر مباراتين على مدار مسيرته بالبطولة هذا الموسم.
كما يعاني فان جال من الإصابات التي تعرض لها أبرز لاعبيه مثل لاعب خط الوسط الفرنسي فرانك ريبيري والمهاجم الهولندي آريين روبن الذي غاب عن تدريبات الفريق أمس الاثنين بسبب الإصابة في الركبة.
كما يفتقد الفريق للتماسك والترابط بين لاعبيه والثقة بالنفس وتشير الدلائل كلها على أن الوقت يتسرب من بين يدي فان جال.
وقال بيكنباور "إذا خرجنا من دوري الأبطال سندرس أمور الفريق في فترة العطلة الشتوية لنقرر كيفية استمرار العمل وسنتوصل إلى حل".