جلنا هنا يتابعون كرة القدم بشكل عميق لفترة تحسب بالسنوات, ولاعب كالبرازيلي كاكا كان تحت مراقبتنا لعشرات المباريات, بالتالي جميعنا يعلم بأن كاكا لاعب من طينة الكبار, لاعب يستطيع صنع الفارق وكثيراً ما برهن على ذلك مع ساوباولو والميلان والمنتخب البرازيلي..
رحل كاكا للريال وسط خيبة أمل للميلانيين وفرحة شديدة للمدريديين, أو هكذا كان الظاهر, فبصفتي المدريدية البرازيلية كنت أفضل بقاء الأمير في الميلان لعدة أسباب أهمها قرب كأس العالم بالإضافة لكونه هناك لا يحتاج لأن يثبت شيئاً فهو كاكا الأمير حتى ولو خانته إمكانياته لمباراة أو اثنتين أو ثلاث!.. هو الأمير الذي حين يكون في يومه لا حاجة للقلق فهو أقصر السبل للفوز وصنع الإنجاز!..
الريال مر بسنوات عجاف كثيرة, جماهيره لا تصبر, وبذلك ستصب جام غضبها على الصفقات الجديدة سواءً كاكا أو غيره طالما أن الريال لم يقدم المطلوب منه.. ولأن كريستيانو غائب فالحمل كله على كاكا بحكم نجوميته التي تطغى على نجومية باقي الصفقات..
كي توجه لكاكا أصابع الاتهام وتفتح عليه نيران الانتقاد عليك بدايةً أن تعطيه حقه في الملعب..
كاكا مع الميلان هو سيد المنطقة الأمامية يلعب دائماً كلاعب حر, بيرلو يحترم ذلك وسيدورف لا ينازعه مملكته, إينزاغي لا يرجع لمنتصف الملعب ليضيق عليه, وغاتوزو لا يتحول لمايسترو يقاسمه مهامه..
جميع لاعبي الميلان يثقون به ويعطونه الكرة ليتصرف بها, أو يتحركون بشكل يتناغم مع حركته إما بفتح المساحات له, أو اللعب بدون كرة لمساعدته في الحركة, أو بعمل ون-تو سريع معه..
فكاكا له ثقله في الملعب وأول من يعلم ذلك هم زملائه..
مع البرازيل هناك إحصائية جميلة تقول بأن الثنائي (كاكا-روبينيو) لم يسبق له خسارة أي مباراة.. وكلاهما لعب مباريات قمة في الصعوبة سواء في القارات أو التصفيات أو حتى في الوديات ولكن القاعدة لم تكسر!
والسبب رعاكم الله على الأقل من وجهة نظري في أن روبينيو مهما هبط مستواه إلا أنه يتحرك مع كاكا بدون كرة وبسرعة ويتبادل معه المراكز مما يجعل الخصوم يرتبكون.. وكذلك الحال مع فابيانو ولاعبي الوسط سيلفا وميلو وإيلانو (أو راميريز) جميعهم يذعن لسلطة كاكا فيوفرون له الأجواء التي يحتاجها ليضرب الخصوم..
نأتي للريال.. حيث بيليغريني يلعب بطريقة 4-3-3 أو 4-4-2..
وفي ظل تواجد كريستيانو رونالدو فإن لعب الريال يكون سريعاً جداً والعبء الهجومي يتقسم على كاكا وعليه.. لذلك لم تظهر العيوب كثيراً..
أما في غياب كريستيانو فالريال لعب على الأغلب بخطة 4-3-3
بتواجد ألونسو ولاسانا ديارا وغرانيرو (أو غوتي) في الوسط
وكاكا مع راؤول بنزيما في الهجوم
المشكلة أن لاعبي وسط الارتكاز في الريال دائماً ما يمررون الكرة للمهاجمين بشكل يلغي تواجد كاكا
هذا من جهة
ومن جهة أخرى
كلهم يتداخلون في مهامهم مع كاكا
فالثلاثي يلعب كصانع ألعاب حقيقي في منتصف الملعب!!.. يوزعون الكرات ويسددون ويحتفظون بالكرة.. ويؤثرون على رتم اللعب
بالإضافة على أن ثنائي الهجوم لا يضغط على الخصم ولا يتحرك بدون كرة
ومما يزيد الطين بلة بأن راؤول يعود لمنتصف الملعب 100 مرة في المباراة
وبنزيما معظم تواجده يكون خارج منطقة الجزاء
وهذا ما يفعله البديل إيغوايين!
فأين منطقة نفوذ كاكا في الريال؟!!
هذا من ناحية
ومن ناحية أخرى
فكاكا في آخر المباريات يتم وضعه في الجهة اليسرى من الملعب
مما يقيد حريته في الحركة!!
هناك لقطة تتكرر مع كاكا في كل مباراة مع الريال
لم تحصل له من قبل مع الميلان والبرازيل
كاكا يرفع يده ويصرخ طلباً للكرة!!
مرة يشير لألونسو
ومرة للاسانا
ومرة لغوتي
وغرانيرو
وراموس
ومعظم لاعبي الريال!!
واللاعب حامل الكرة يشاهد كاكا رافعاً يده ولكنه يستمر في الانطلاق بالكرة أو يمررها للاعب آخر!!
فلماذا إذاً تعاقد الريال مع كاكا؟!
كاكا من اللاعبين الذين تبنى عليهم خطة فريق!.. وليس لاعب كأي لاعب
كاكا كزيدان
وعلى ذكر زيدان
فزيزو في أول موسم له في الريال عانى الأمرين من الانتقادات
ومن صافرات استهجان جماهير البرنابيو!
ومن كلام الصحافة حول فشل صفقته الأضخم في التاريخ آنذاك!
زيزو لم يتأقلم لكنه أسكت كل هذه الأفواه والأقلام في لقطة وحيدة!
لقطة هدفه الإعجازي على ليفركوزن في نهائي دوري الأبطال
هذه اللقطة كانت هي انطلاقة زيزو الحقيقية مع الريال!
زيزو إحتاج لموسم كامل حتى يثبت نفسه!
فلتعطوا كاكا نصف هذا الوقت!!
نعم الريال خسر من الميلان
كما خسر من إشبيلية
كما عانى ضد جميع الفرق التي واجهها.. وسيعاني اكثر في المباريات القادمة!
والسبب أن الخصم يلعب كفريق متكامل
لكن الريال ذو الأسماء الفردية الضخمة لا يلعب كفريق
ومن هنا تأتي الهزيمة
بصفتي مشجع برازيلي مدريدي
أتمنى كل التوفيق لكاكا على صعيد النادي والمنتخب
وأنا أثق به وبإمكانياته مع الريال ومع البرازيل
ولن أحكم على فشل تجربته الجديدة إلا بعد انتهاء الموسم
وهذه دعوة مني لكم بالصبر
وتقبلوا التحية