نادرا ما نجد مسؤولا اردنيا يحال على التقاعد يعتز بخدمته والمؤسسة التي عمل بها فقد اعتدنا على فئة التحول السريع الى صفوف المعارضة حال إحالتهم على التقاعد والذين يشرعون بجلد الوطن ومؤسساته دون وازع من ضمير ... فيما كانوا وهم في مواقعهم خير مدافع عن الوطن وانجازاته .
واكثر هؤلاء هم من تبوأ مناصب عليا في الأجهزة المدنية حيث لم تثمر فيهم ما كسبوه من منافع مادية ومعنوية لكن الأمر يختلف تماما بالنسبة لغالبية من عملوا في المؤسسة العسكرية الجيش العربي الأردني والذين جنودا وضباطا يحظون بتقدير واعتزاز عامة الشعب .
ومثلي هنا جنديا أردنيا خدم في المؤسسة العسكرية لمدة 40 عاما الذي تدرج في المناصب إلى أن أصبح الرجل الثاني بعد رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة والذي صدرت أمس إرادة ملكية سامية بترفيعه إلى رتبة فريق وإحالته على التقاعد انه الباشا محمد الرعود فما ان تناهي إلى أصدقاءه ومعارفه نبأ إحالته على التقاعد حتى بدأوا بالتوافد على منزله وكلٍ يتصور المشهد بطريقته الخاصة .
دلفت ومن معي من الأصدقاء بيت الرجل الذي استقبلنا بالأحضان وببشاشته المعهودة .... فوجدنا قد سبقنا العشرات من رفاق السلاح عاملين ومتقاعدين ومن الأقرباء والمعارف .... تقدم احد أبناءه بالقهوة العربية وتبعه ابن ثاني يوزع حلوى ترفيعه فيما الباشا حرص على التنقل بين ضيوفه .... مرحبا بهم وشاكرا لهم حضورهم .... ومستمعا لعبارات الثناء والتقدير على تميزه بحمل أمانة المسؤولية .... ومجيبا ببديهيته المشهودة على تساؤلات لم ينطقوها ....
تحدث الرجل بثقة عالية عن اعتزازه بالمؤسسة التي احتضنته شابا يافعا وأفنى فيها 40 عاما من عمره المديد متدرجا في المناصب واصفا مؤسسة الجيش العربي الأردني بمدرسة الرجال الرجال ليؤكد للجميع انه مرتاح البال ولا يوجد ما يعكر صفوه وسيبقى كما بدأ جنديا باعتزاز في خدمة الوطن والعرش الهاشمي .
ما لمسته مع الحضور من الباشا ليس بجديد فهكذا عهدنا قمة الوفاء والإخلاص والانتماء من منتسبي مؤسسة الجيش كافة حيث تعد الوجه المشرق للمملكة الأردنية الهاشمية فما من قيمة نبيلة في مجتمعنا الأردني الا وكان لهذه المؤسسة التي نفاخر العالم بها دورا أساسيا في تجذيرها لا بل انها صاحبة الفضل في صياغة الوجدان الأردني .