كل عام يا خالتي و انت بخير. الله يعيده علينا كلنا و إحنا بحال أحسن من هالحال. آمين يا رب العالمين.
رُحت عيّدت عدار أبو سمير، مدير المدرسة، إمبارح بعد المغرب، و ما شُفت أبو سمير إلا خمس دقايق بالعدد. سلُم عليّ بسرعة و إستأذن عشان عنده ناس و أنا من أهل الدار.
كان عنده كل رجال الحارة قاعدين في حوش الدار و مولّع شوية حطبات، و سمعتهم بيحكوا عن مجلس النواب إللي ترك، عن الفقر و البطالة ، عن عجز الموازنة، عن لبنوك إللي منشفه ريق الناس و ما بتعطيهم سُلف... موظوع ورا موظوع يا خالتي.
أغرب قصة سمعتها يا خالتي عن نائب من النواب إللي روّحوا، بحطّش بذمتي، ظيّع نُص نهار أو أكثر ينتظر مسؤول عشان يعيّن مراسل بكون قريب نسيبه !
و أغرب خبر سمعته من أبو سمير عن حالُه. أبو سمير إللي يا دوب راتبُه مكفيه لآخر الشهر بدوا يرشح حاله هاي المرة، و حلف يمين لا رايح يعمل عزايم و لا رايح يوزع صوبات أو فلوس أو غيره، لأنه أولا ما معاه، و بعدين بخاف ربه كثير يا خالتي، ما بحب يستلف عشر قروش من حدا، و أبو سمير رجال كله حركه، نخوتجي و شهم و كريم و دايما ماسك الكتب و الجرايد و على الإنترنت. مخه كثير كبير، وبحب الخير للجميع و عنده أفكار يا خالتي البلد بدها مثلها.
أنا بصراحة مستغربه هالحكي إللي صرت سامعتُه من أكثر من واحد عن موظوع لا مناسف و لا كنافة و لا فلوس و لا غيره. طب جماعة أبو سمير ، يعني قرايبُه، لو طلعوا بباص بظل محل لخمس أو ست رُكّـــاب، و بعدين أبو سمير زي ما حكيت زلمه دّغري. بالك بفوز ؟ بالك معقول الناس تنتخب واحد ما رايح يطعمها و يحلّيها و يحط بجيبتها كم ليرة، واحد مثل أبو سمير مقطوع من شجرة وقميصه طالع من بنطلونه و دايما عامل" ديرتي لوك" لأنه ما معاه يحلق ؟!
أنا يا خالتي بقول: حرام على المواطن إنو يبيع صوته، مش خايفين من ربهم ؟ و الله الدنيا ما بتسوى حتى لو أخذ الواحد ميتين ليره. وأهم حاجة يهتم النواب فيه إنهم يخدموا الوطن كله و المواطنين كلهم عن حق و حقيق ليل نهار. يشوفوا حل لمشكلة الفقر و البطالة، عجز الموازنة و رفع رواتب لمعلمين.