يا قدس ماذا قد يخــــطّ بناني وجرحك المفتوح خفق جــناني
وسميّ خير الخــــلق أبهى درّةٍ روى للجميع بشاعة العــدوان
أنا إن قصدت النوم في جُنح الدجى هجمت جيوش الهمّ الأحــزان
فأعالج الهـمّ الذي هو قاتلـــي في بضـع آيات من القــرآن
فيزول عنّي ما لقيت مــن الأذى وبنور آيِـهِ يستنير كيانـــي
لسكون روحي بعد ذكرك خالقـي طيفٌ يخالج سائر الأركـــان
فيخرّ بي نحو السجـــود مطاوعاً دمعًا يصارعني على الهَمَــلاَنِ
ويزيد دمعي أن أراكِ رهينــــةً والروح تبق حبيسة الأبــدان
قدساه إني قد خجلت وحُقّ لــي فالمال أمـسى منتـهى الإحسان
أولم يكن خيرا لقومي أن يُـــرَوْا وسط الهياج لنصرة الإخــوان
إن الحياة بغير عـزّ لحظــــة أمرٌ يخالف فطرة الإنســـان
ومن المهانة أن تكون حياتنـــا درباً يحدده بنو الشيطـــان
والله أنذر حين أخبر عبــــده أن اليهـود أشــدّ في العدوان
يا مَن بذرتم غرقدًا بديارنــــا إن الشعوب تفور بالغليـــان
كالسيل يوشك أن يحطّمَ ســدّه ويثورَ ضِدّ الظلم والطغيـــان
وتصيرَ تحت الأرض كلُّ عروشكم وتَرى اليهودَ خَفايا في الميــدان
كلٌّ وراء شجيرة أو صخـــرة لكن "وأَيمُ اللهِ " فاضحــتان
إذا تنطقان لِكل عبدٍ صـــالح أدرك ورائي مرقد الثعبـــان
فأعود للأقصى الحبيب مكــبراً وسط الجموع كتائـب الشجعان
فصلاة ربِّ على الصفيّ المصطفى ما جاد غيث وفاضت العــينان