الطاقة الرمادية:

يقصد بالطاقة الرمادية عالمياً بطاقة الأدمغة البشرية المبدعة0 سميت كذلك بسبب اللون السنجابي للمخ البشري0 تعتبر الطاقة الرمادية مسؤولة عن القيادة والإبداع وتحقيق قفزات كبيرة لمجتمعاتها وللإنسانية جمعاء في مجالات عديدة منها , العلوم والاقتصاد والشؤون الاجتماعية والمعيشية والإنسانية0
تعتز الدول بما تملكه من هذه الطاقة النادرة,وتعتبر هذه الطاقة بمثابة مقياس رقي الأمم والشعوب0
سؤل مرة عميد الطاقة في فرنسا عن أهم طاقة في العالم وعن تصنيف الدول فأجاب بما يلي:
أهم طاقة في العالم هي الطاقة الرمادية وصنف دول العالم إلى أربعة أصناف وفق ما يلي:
-دول تمتلك ثروات باطنية وأحرى رمادية هي في طليعة الدول المتقدمة مثل الصين والاتحاد السوفيتي السابق وأمريكا,وتأتي هذه الدول في المقدمة0
-دول تمتلك طاقات رمادية ولكن ليس لديها طاقات باطنية تحتل المركز الثاني 0مثل اليابان0
-دول تمتلك طاقات باطنية ,ولكن ليس لديها طاقات رمادية, فحاضرها براق ,ولكن مستقبلها وخيم إذا لم تستطع تأمين الثروات الرمادية ومنها الدول العربية0
-دول أخرى لا تمتلك لاثروات باطنية ولا أخرى رمادية ,لا حاجة للحديث عنها مثل بنغلادش 0
لقد استطاعت اليونان إنجاب/500/ عبقري في غضون /100/سنة ,حيث شكلوا الحضارة اليونانية التي تأثيرها مازال ماثلاً في العالم, وكذلك الحضارة العربية الإسلامية التي لولاها لما وصلت حضارة الغرب إلى مانحن عليه الآن
نقف بتحفظ أمام الطاقة الرمادية الآن, إذ منها طاقات خيرة أعطت البشرية الكثير, وفي الوقت الحاضر نشاهد نتائج الطاقة الرمادية الشريرة وما تفتك به البشرية0
تعتمد الطاقة الرمادية على الفطرة والبنية الذاتية للإنسان من ناحية, وعلى البيئة المحيطةوعلىالمؤسسات العلمية0
كان في السابق الاعتماد على العقول الفردية المبدعة,ولقد ساهم الكثير منهم في إنجازات علمية وإنجازات أخرى أدت إلى تقدم البشرية. لكن عصرنا هذا لم يعد يعتمد على القدرات البشرية الفردية كثيراً, بل انتقل للاعتماد على المؤسسات العلمية والبحوث وعلىفرق البحث والعمل الجماعي0
يقدر عدد العلماء حالياً في العالم ب/6/ مليون عالم, أي بمعدل /1000/عالم لكل مليون مواطن وتصل نسبة هؤلاء في بعض الدول المتقدمة مثل اليابان إلى /6000/ عالم لكل مليون إنسان, وتنخفض هذه النسبة كثيراً في الوطن العربي, حيث لا تتعدى /300/ عالم لكل مليون عربي0 أثبتت الكثير من النظريات والدراسات أن أية أمة لا يمكن لها أن تنهض إذا لم يتوفر العد الحرج من العلماء وهو /1500/ عالم لكل مليون مواطن 0 هذا يعني أن الأمة العربية بحاجة إلى مضاعفة علمائها /5/ أضعاف0
الخوف كل الخوف أن تنخفض هذه النسبة في الوطن العربي مستقبلاً بسبب عوامل كثيرة منها:
-سعي الدول الإمبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية على حرمان الوطن العربي من العلماء ومن الطاقات الرمادية 0
- ضعف مستوى الجامعات العربية العلمي المستمر,مما يصعب عليها تأمين علماء مقتدرين0
- مطاردة العلماء العرب المقتدرين من قبل الدول الإمبريالية داخل وخارج بلادهم 0
- تزايد تكلفة إعداد العالم , مما يجعل بصعوبة كبيرة تحمل الوطن العربي الأعباء المالية الكبيرة لذلك 0
- عزوف الكثير من الشباب من التوجه نحو الإبداع خوفاً على مصيرهم ومصير أهلهم وعدم القدرة على العمل وتأمين مستوى معاشي لائق0
تشير الكثير من الدراسات والبحوث عن عدم إمكانية أية دولة على البقاء والتطور بعدد سكان يقل عن /150/ مليون إنسان على الأقل 0

مشكور


جزاك الله خير الجزاء

مشكور .