مقدمة يظن كثير من الناس أن الأرض التى نحيا عليها مستقرة راسخة لا حراك بها، ولا نشاط لها، وهو استنتاج خاطئ ومناقض للواقع ومخالف للملاحظات الحسية المباشرة وغير المباشرة والتى تؤكد أن كوكبنا (الأرض) كوكب دائم النشاط والحركة، له من حركاته المتعددة ونشاطاته الخارجية والداخلية ما يشهد له بالديناميكية الحركية النشطة، وبالتفاعلات الفيزيائية والكيميائية المتعددة والتى يمكن إيجازها فيما يلى: من حركات الأرض :
الحركة المحورية (المغزلية أو الدورانية) تدور الأرض حول محورها أمام الشمس من الغرب إلى الشرق مرة كل 34 ساعة تقريباً (23 ساعة، 56 دقيقة، 4 ثوان وهو طول اليوم النجمى، أما اليوم الشمسى فيبلغ مداره 24 ساعة تماماً). بسرعة تصل إلى 465م/ث عند خط الاستواء (أى 40.000كم/يوم) وتعرف هذه الحركة الأرضية باسم الحركة المغزلية (Spinning). ويتقاسم يوم الأرض الليل والنهار بتفاوت قليل من طول كل منهما نظراً لميل محور دوران الأرض بمقدار 23.5 درجة على العمود النازل على مستوى مدارها.
الحركة الانتقالية (المدارية) :
كذلكت جرى الأرض فى مدار بيضانى (إهليلجى) محدد لها حول الشمس فى اتجاه عكس عقرب الساعة (وذلك إذا نظرنا إليها من قطب الأرض الشمالى) بسرعة تبلغ 29.77كم/ث لتتم هذه الدورة فى سنة شمسية يقدر طولها الآن بـ ¼ 365 يوم شمسى (366.24 يوم نجمى) وتدور الأرض مع الشمس وبقية المجموعة الشمسية حول مركز مجرتنا (سكة الثبانة أو درب اللبانة أو الطريق اللبنى) بسرعة تقدر بحوالى 206كم/ثانية (741.600كمم/ساعة) فى مدار لولبى تتم دورتها تلك فى مدة تقدر بحوالى 250 مليون سنة، ولما كان عمر الأرض يقدر بحوالى 4.6 بليون سنة. فإن الأرض مع بقية المجموعة الشمسية تكون فى الدورة العشرين تقريباً حول مركز المجرة.
كما تدور مع المجموعة الشمسية حول مركز المجرة (سكة التبانة) بسرعة تقدر بحوالى 222كمم/ث (أى حوالى 800.000 كم ساعة) لتتم هذه الدورة فى 250مليون سنة.
وتجرى مجموعنا الشمسية بما فيها لأرض التى نحيا عليها مع المجرة فى الفضاء الكونى إلى تستقر لا يعلمه إلا الله.
وليست هذه الحركات الخارجية للأرض هى كل نشاط هذا الكوكب، فإن قارة مثل أمريكا الشمالية ينخفض سطحها سنوياً بمعدل 0.03مم، بينما ترتفع بعض السلاسل الجبلية على سطحها بمعدل 0.02مم فى السنة.
والغلاف الصخرى للأرض يخلق، ويبلى، ويتجدد بغيره، فى حركة مستمرة رؤوية تجدد شباب الأرض وقابليتها للأعمار. ويتضح لنا هذا النشاط أكثر ما يتضح فى حركات الأرض الداخلية العديدة ومن أبرزها الزلازل والبراكين، والحركات البانية للجبال. وقد عرفت الزلازل والبراكين فقد القدم على أنهما من أخطر صور الكوارث الأرضية، ولم يعرف دورها فى تجديد مادة الغلاف الصخرى للأرض، وإثرائها نجامات المعادن الاقتصادية ورفعها لمقاومة آثار عمليات التعرية إلا من سنوات قليلة. ومن هنا حان اعتبارهما من ضرورات بناء الأرض واستقامة وجودها وهما فى نفس الوقت أكثر صور الكوارث الأرضية خطراً وذلك لفجائية حدوثها، وكثرة ترددها، ولاتساع دائرة تأثير كل منهما إلى ملايين الكيلومترات المربعة، ولعنف ذلك التأثير على سطح ومناخ الأرض.
فالأرض التى نحيا عليها تتعرض سنوياً لحوالى المليون هزة أرضية، أغلبها هزات خفيفة تسجلها أجهزة الزلزالى ولا يكاد يشعر بها الإنسان، وبعضها هزات خفيفة أو متوسطة وحوالى مائة إلى مائة وخمسين منها هزات مدمرة فى المناطق الأهلة بالسكان، 20 منها ذات تدمير شامل، بالإضافة إلى هذه واحدة كل 5-10 سنوات تبلغ قمة حدود الدمار الشامل. كما تتعرض الأرض لحوالى عشرين ثورة بركانية كبرى كل خمسين عماً تقريباً إلى ثورة واحد كل سنتين ونصف السنة فى المتوسط.
فالخسائر البشرية والمادية التى يمكن أن تنجم عن هزة أرضية لا تستغرق إلا ثوان معدودة قد تقدر بمئات الآلاف من القتلى، والجرحى، والمشردين، وبمئات الملايين من الدولارات، وكذلك الأضرار التى يمكن أن تنتج عن ثورة بركانية واحدة.
ففى زلزال حدث بالصين عام 396هـ (1976م) كان عدد القتلى أكثر من 650.000نفس، والجرحى أكثر من 780.000نفس، وقدرت الخسائر المادية ببلايين الدولارات.
وفى زلزال قديم (1556م) بنفس المنطقة بلغ عدد القتلى أكثر من 850.000نفس، وفى ثورة بركانية حدثت فى غرب أمريكا الشمالية صبيحة الأحد .. 18 مايو سنة 1980م ثار بركان جبل سانف هيلين (فى جنوب غرب ولاية واشنطن) (Mount St. Helen Volcano) وأدت ثورته إلى نسف معظم المخروط البركانى والذى كان يرتفع لأكثر من 2900متراً، لينخفض فى لحظة وجيزة إلى حفرة لا يزيد ارتفاع جدارها عن 410 متراً، وتنطلق طاقة تفجيرية تفوق فى شدتها بمئات المرات الطاقة الناتجة عدد تفجير قنبلى هيروشيما ونجازاكى الذريتين التى أسقطتهما الطائرات الأمريكية فوق هاتين المدينتين اليابانيتين بعد استسلام الجيش اليابانى فى نهاية الحرب العالمية الثانية.
وقد نتج عن هذا الثوران البركانى تدمير الغابات فى دائرة تزيد مساحتها عن 400كم2، وغطت الغازات والأبخرة والرماد البركانى فى درجات مدارة تزيد عن 5800م مساحات كبيرة من اليابسة والماء.
مما أدى إلى قتل أعداد كبيرة من الناس و الكائنات الحية الأخرى قتل بعضهم من شدة الحرارة أو بفعل الغازات الخانقة، وقذف الانفجار بعضهم من قمة الجبل إلى سفوحه ودفق البعض فى الأوحال الناتجة عن ذلك التفجير.
وقد قدرت كمية الدمار البركانى الذى اندفع من داخل الأرض بحوالى 3-4كم3، وقد اندفع بعض هذا الدمار البركانى إلى 18كم فوق سطح الأرض، وقد حملت الرياح هذا الدمار إلى مسافات بعيدة بلغت ولايتى أوكلاهوما ومتيسوثا ويجرى مساحات زراعية ليبرية ولاية دارسخطن إلى قرب ولاية مونتانا كما تراكم هذا الدمار البركانى بسمك يزيد على المترين فى المناطق المجاورة وأدى انتشاره فى الهواء إلى إظلام الدنيا وقت الظهيرة.
وهذه الكمية من الدمار البركانى تساوى تقريبا كمية الرماد الذى انطلق من فوهة بركان جبل فيزوفيوس إلى ضمر مدينة بومبى (Pompeii) بالقرب من نابلى فى جنوب غرب إيطاليا سنة 79م.
وقبل ثورة بركان جبل سانت هيلين بشهرين حدثت سلسلة من الهزات الأرضية الحقيقية فى المنطقة، وتلى ذلك تصاعد كميات قليلة من الدخان والرماد أخذت فى التزايد تدريجياً حتى تم نسف المخروط البركانى، وقد صاحب عملية تصاعد الدخان والرماد الأولى زحف الأوحال الناتجة عن انصهار الجليد المجتمع على قمة الجبل، كما سبق نسف المخروط البركانى انتفاخ طرق المخروط الشمالى بمعدل عدة أمتار فى اليوم حتى تم نسفه بالكامل تقريباً، وقد صاحب عملية النسف هزة أرضية بلغت قوتها 5.1 درجة على مقياس رختر.
وفى أغسطس 1883م اختفت جزيرة بركانية إندونيسية صغيرة كانت تقع بين جزيرتى جاوة وسومطرة وكانت تعرف باسم جزيرة كراكتوا (Krakatoa)، ومثل اختفاؤها أعنف انفجار عرفته البشرية، ونتجت عن هذا الانفجار حفرة يزيد عمقها على 300متر فى قاع البحر حيث كانت تقع الجزيرة، ومن شدة الانفجار سمع دوية على بعد 5000كم؛ وارتفع الرماد البركانى إلى 80كم فوق سطح الأرض وغطى سفننا فى البحر على بعد يزيد عن 2000كم من موقع الجزيرة، وأظلمت السماء لمدة يومين متتاليين، وقد صاحب ذلك اهتزازات عنيفة رفعت الأمواج البحرية إلى 40 متراً فوق مستوى سطح البحر، وتسببت فى إغراق 350.000 شخص وتدمير ثلاثمائة مدينة، وقد أدى تطاير الرماد البركانى الدقيق فى الطبقات العليا من الغلاف الغازى إلى غروب الشمس بلون أحمر فى كل غرب أوروبا، والى انخفاض درجات حرارة الغلاف الغازى للأرض بحوالى نصف درجة مئوية لعدة سنوات.
ومن قبل اختفت جزيرة "سامنتورين" أو "ثيرا" (Santorin or Thera ) من المنطقة بين اليونان وجزيرة كريت فى حوالى 1500ق.م. وقد كانت جزيرة بركانية أدى انفجارها إلى تصاعد كميات كبيرة من الرماد البركانى تبلغ 3-4مرات ما صدر عن بركان "كداكاتوا" مما أدى إلى تغطية مساحات شاسعة من حوض البحر الأبيض المتوسط بالرماد البركانى شملت شمالى مصر، وكل فلسطين وشمال المملكة العربية السعودية.
أين تتركز الزلازل والبراكين:
الزلازل والبراكين عمليتان متواصلتان، فثوران البراكين قد يصاحب بعدد من الهزات الأرضية،كما قد تصاحب الزلازل بخروج قدر من الطفوح البركانية، والعمليتان مقلازمتان أيضاً مع الحركات البانية للجبال، ويرتبط ذلك النشاط الداخلى للأرض بتوزيع الطاقة الحرارية فيها والناتجة عن تحلل العناصر المشعة تحت غلافها الصخرى، مما يؤدى إلى اختلاف توزيع تلك الطاقة الحرارية فباريتا عنها المفاجئ تنصهر الخصور وتتحول إلى كتل مائية ترتفع منها تيارات الحمل الشديدة الحرارة إلى الأجزاء السفلى من غلا الأرض الصخرى حيث تبرد نسبياً فتتحرك هابطة إلى أسفل لتجاود الكرة من جديد، وتؤدى حركة تلك الدوامات العاتية إلى تمزدملا الغلاف الصخرى للأرض إلى عدد من الألواح واللويحات التى تتحرك فوق نطاق الضعف الأرض الموجود تحت الغلاف الصخرى للأرض مباشرة، وهو نطاق توجد فيه الصخور فى حالة لدنة، شبه منصهرة، عالية الكثافة، وعالية اللزوجة؛ ومع دوران الأرض حول محورها، وترنحها،وجريها، تنزلق ألواح الغلاف الصخرى للأرض إما متباعدة عن بعضها البعض، أو مصطدمة مع بعضها البعض، أو منزلقة عبر حدود البعض الأخر، ويعين على حركة هذه الألواح كل من تيارات الحمل النشطة فى نطاق الضعف الأرضى من تحتها، وملايين الأطفان من الصهارة الصخرية والطفوح البركانية المتدفقة عبر الصدوع الفاصلة بينها فى مناطق التباعد وألواح الغلاف الصخرى للأرض لها أشكال رباعية الأضلاع فى أغلب الأحوال، فإذا تحركت تلك الألواح الصخرية بمساعدة العوامل التى سبقت الإشارة إليها، متباعدة عن بعضها البعض من جهة فإنها ترتطم مع البعض الأخر فى الجهة المقابلة، وتنزلق عبر الألواح المجاورة عن الحديين الآخرين، دون تباعد أو اصطدام، وتصاحب حركة الألواح تلك بالهزات الأرضية والثورانات البركانية وبتكون السلاسل الجبلية.
ومن العوامل الأولية التى تحدد عنف الثورة البركانية:
التركيب الكيميائى والمعدنى للصهارة ودرجة حرارتها وكمية الغازات المذابة فيها، كما أن من العوامل الأولية التى تحدد عنف الثورة البركانية أو الهزة الأرضية كمية الطاقة المنطلقة من داخل الأرض إلى سطحها أثناء حدوث أى من تلك الحركات الأرضية.
وتتوزع الزلازل والبراكين فى أحزمة محدودة على سطح الأرض، يقع 80% منها فى حزام المحيط الهادى (ويشمل السواحل الغربية للأمريكتين، وجزء اليابان، وجنوب شرقى أسيا، والسواحل الشرقية لأستراليا)، ويقع 15% منها فى حزام سلسلة جبال الألبا- الهمالايا، ويعرف هذان الحزامان باسم "حلقة النار" (The Ring of Fire)، أما الخمسة فى المائة الباقية من الهزات الأرضية والثورانات البركانية فتتوزع فى مناطق متفرقة من الأرض.
وعلى الرغم من ذلك فلا يمكن استثناء أى جزء من سطح الأرض من إمكانية حدوث الزلازل والبراكين، وذلك لأن الغلاف الصخرى للأرض والذى يتراوح سمكه بين 100، 150كم فى القارات، وبين 60،65 كم تحت البحار والمحيطات ممزق بشبكة هائلة من الصدوع التى تمتد لعشرات الآلاف من الكيلو مترات طولا وعرضها لتحيط بالكرة الأرضية إحاطة كاملة فتقسم غلافها الصخرى إلى عدد من الألواح الكبيرة والصغيرة التى تطفو فوق طبقة لدنه، مائعة من الصخور شبه المنصهرة، عالية اللزجة والكثاقة، والتى تندفع منها المتداخلات النارية والطفوح البركانية بكميات هائلة عبر الصدوع الفاصلة بين الألواح المتباعدة عن بعضها، فيؤدى ذلك الاندفاع إلى انزلاق تلك الألواح الأرضية عبر سطح الأرض متباعدة عن بعضها من جهة، ومرتطمة بالبعض الأخر فى الجهة المقابلة، ومنزلقة عبر الألواح المجاورة فى الجهتين الأخريين، وكلما زادت شدة ارتطام الألواح ببعضها زاد عف حدوث الهزات الأرضية، والثورانات البركانية، والحركات البانية للجبال.
ومن هنا فقد لأحظ الدارسون للزلازل والبراكين منذ القدم يركز تلك الظواهر الأرضية فى أحزمة محددة تحيط بمساحات كبيرة من اليابسة أو من قيعان البحار والمحيطات، وتكاد تلك المساحات المحصورة أن تخلو فى داخلها من الهزات الأرضية والتورانات البركانية وقد اتضح بالدراسة أن أحزمة الزلازل تنطبق مع الحدود الفاصلة بين ألواح الغلاف الصخرى للأرض، ومن هنا ارتبط حدوث الزلازل فى أذهان الدارسين بتكون الصدوع الأرضية خاصة تلك التى تصطدم عندها ألواح الغلاف الصخرى عندها الهزات الأرضية والتورانات البركانية.
ومن هنا تتركز الهزات الأرضية أيضا حول أقواس الجذر البركانية (Volcanic Island Arcs) من مثل جزء كل من المحيط الهادى والبحر الكاريبى، وتؤدى الهزات الأرضية فى تلك المناطق البحرية إلى تكوين إندفاعات مائية مدمرة تعرف باسم اهتزازات الأمواج البحرية(Seismic sea waves or Tsunamis)، والاسم الأخير (تسونامى) تعبير يابانى عن الزلازل البحرية وتأثيرها فى كل من الأمواج السطحية والعميقة، وهى ظاهرة مدمرة للمنشئات والقرى والمدن الساحلية، ولمختلف وسائل المواصلات البحرية، ولمنصات الحفر فى المناطق البحرية.
أما الصدوع التى تتباعد عندها ألواح الغلاف الصخرى للأرض فيندفع من خلال ملاين الأطنان من الصهارة والطفوح الصخرية، والبركانية التى تتبرد بالتدريج مرتفعات تعلو فوق قيعان البحار والمحيطات بآلاف الأمتار، وتعرف باسم حواف أواسط المحيطات (Mid-oceanic ridges) ، وتوجد فى أواسط كل محيطات الأرض من أمثال المحيط الأطلسى، والهندى، والهادى وتوجد عالية، فى هيئة أقواس متصلة تتخللها أغوار سحيقة تندفع من خلالها ملايين الأطنان المتداخلات من الححم البركانية التى تساعد على دفع الألواح الصخرية بعيداً عن تلك الأغوار التى تشق أواسط المحيطات والبحار، ويصاحب ذلك الاتساع لقيعان البحار والمحيطات موجات من الهزات الأرضية المتقاربة فى الزمن، والمحدودة فى المكان، ولذلك تكون عادة أقل عنفاً وتدميراً من الهزات الناتجة عند حدود تصادم ألواح الغلاف الصخرى للأرض.
وقد أدى تسجيل مواقع المراكز التى تنطلق منه الهزات الأرضية بطريقة مطردة إلى تحديد حدود ألواح الغلاف الصخرى للأرض وإلى بروز مفهوم تحرك تلك الألواح (Plate Tectonics) وهو المفهوم الذى من خلاله تم تفسير الكثير من الظواهر الأرضية من مثل تكون الهزات الأرضية والثورانات البركانية والسلاسل الجبلية، وتكون كل من القارات وقيعان البحار والمحيطان، وفهم كيفية تكون هذه الظواهر الأرضية وتحديد مواطن تركيزها مفيد فى تخطيط وتصميم المشاريع العمرانية حيث من الواجب تحاشى نقاط الضعف هذه فى القشرة الأرضية فى إقامة كل المشاريع العمرانية والهندسة.
ويمكن تقسيم الزلازل حسب أسباب نشأتا إلى زلازل ناتجة عن تحرك ألواح الغلاف الصخرى للأرض (Tectonic Earthquakes)، وزلازل مصاحبة للثورانات البركانية (Volcanic Earth quakes)، وزلازل مصاحبة للثورانات البركانية (Volcanic Earth quakes)، وزلازل ناتجة عن الانهيارات الأرضية (Collapse Earth quakes)، وزلازل اصطناعية يقوم بها الإنسان بواسطة التفجير أو الطرق (Explosion and Hammering Earthquakes) Artificial Earthquakes ويمكن تقسيمها من ناحية عمق المنشأ إلى زلازل صحلة أو يتوسط أو عميقة المنشأ ومن ناحية قوتها، ومن ناحية شدتها ومن ناحية موقعها من ألواح الغلاف الصخرى للأرض، على الحدود المتصادمة أو المتباعدة أو المنزلقة أو داخل لوح الغلاف الصخرى نفسه.
أنواع الهزات الأرضية (الزلازل):
تعرف الزلزلة بأنها اهتزاز مفاجئ لجزء من الغلاف الصخرى للأرض على هيئة رجفة تنتج عن انطلاق مفاجئ لكم من الطاقة الناتجة عن نوتر يتراكم ببطء فى هذا الجزء منه الغلاف الصخرى للأرض فيؤدى إلى اهتزازه، ومن هنا تعرف الموجات التى تحدث الزلزلة بأنها موجات اهتزازية (Seismic Waves) وتنتشر الموجات الاهتزازية تلك من مصدر للطاقة فى الغلاف الصخرى للأرض وتمر خلال حجم هائل من الصخور ويسمى المركز الداخلى فى قشرة الأرض الذى تنتشر منه الهزة الزلزالية باسم بؤرة الزلزال (Earthquake Focus) ويقابل هذه البؤرة على سطح الأرض نقطة تعرف باسم المركز الضوئى للزلزال (Earthquake Epicenter) ويكون عمودياً على البؤرة وتسمى المسافة الرأسية بينهما باسم عمق الزلزال أو البعد البؤرى له (Depth of the Earthquake or it’s focal distance).
وتصنف الزلازل من حيث الأعماق التى تنتج منا إلى زلازل ضحلة ومتوسطة وعميقة المنشأ على النحو التالى:
الزلازل ضحلة المنشاة: وتنتشر من بؤرة يتراوح عمقها عادة بين 5 : 15 كم ولا يتجاوز 70كم من سطح الأرض، وهى أشد أنواع الزلازل تدميرا.
الزلازل متوسطة المنشأ: وتنطلق من بؤرة يتراوح عمقها بين 70 : 300 كم من سطح الأرض، هى فى العادة أقل تدميرا من الزلازل ضحلة المنشأ.
الزلازل عميقة المنشأ: وتنطلق من بؤرة يتراوح عمقها بين 300، 700كم، وهى أقل أنوع الزلازل تدميرا الآن غالبية الطاقة المنطلقة معها يمتص قبل وصول آثارها إلى سطح الأرض.
ولا تحدث زلازل من أعماق دون700 م من سطح الأرض لأن اللوح الأرضى الهابط عندما يصل إلى هذا العمق ينصهر تماماً أو جزئياً ويفقد كثيرا من صفاته فيعجز عن إحداث أية هذه أرضية.
وتحديد بؤرة الهزة الأرضية فى داخل الغلاف الصخرى للأرض قد لا يتم بسهولة تحديد مركز الهزة على سطح الأرض.
كذلك تنصف الزلازل حسب قوتها (Magnitude) أى حسب مقدار القوة الحبية التى انطلقت معها والتوتر فى صخور الأرض الذى أدى إلى حدوثها، كما تحدده محطات الرصد (C.F. Richter) الذى تتراوح درجاته بين الصفر والرقم تسعة، وتعد فيه الهزة الأرضية التى يمكن أن يشعر بها الإنسان عند قوة 2، والفرق بين كل درجة والتى تليها فوق خوارزمى (لوغاريتمى)، فمثلاً هذه أرضية قوتها 8 درجات تفوق بعشرة مرات الهزة التى لها قوة 7 درجات، وبمائة مرة الهزة التى لها قوة 6 درجات، وألف مرة الهزة التى لها قوة 5 درجات وهكذا.
فقد عرف رختر القوة المحلية للزلزال (Local magnitude) على أنها لوغاريتم الأساس 10 تسعة الذبذبة بالمايكرون لأكبر انحراف يسجله جهاز رصد الزلازل على بعد 100 كم من مركز الهزة الأرضية، فإذا قيست قوة الزلزال على بعد أكبر من ذلك سميته باسم قوة الموجات السطحية الناتجة عن الزلزال وليست قوة الزلزال(Body – wave or surface wave magnitude P.T.O.) وتقدر قوة الزلزال بمقدار الطاقة المنطلقة أثناء الهزة أو بمسافة الزحزحة الأفقية أو الرأسية لصخور سطح الأرض أو بوزن الكتل المتحركة، وأشد الزلازل التى سجلت بلغت قوتها 8.6 رختر وقد صاحبتها طاقة تقدر بحوالى بليون طن من المواد المتفجرة (T.N.T).
وتصنف الزلازل أيضاً حسب شدتى (Intensity) أى حسب مقدار الدمار الذى أحدثه الزلزال، أيضاً حسب شدتها (Intensity) أى حسب مقدار الدمار الذى أحدثه الزلزال، ويستخدم فى ذلك مقياس يعرف باسم مقياس ميركالى (Mercalli Scale) وله اثنتا عشرة درجة، الأولى منها هى أقل ما يمكن أن يشعر به الإنسان، والأخيرة تمثل الدمار الكامل.
وشدة الزلزال فى منطقة ما لا تعتمد فقد على قوته، بل تعتمد كذلك على بعد المنطقة عن مركز الهزة الأرضية، وعلى بنيتها الصخرية وعلى درجة العمران وطبيعة البناء فيها.
وتقدر قوة الزلزال بمقدار الطاقة المنطلقة أثناء الهزة الأرضية، أو بمسافة الزحزحة الأفقية أو الرأسية بصخور سطح الأرض الناتجة عن الهزة، أو بوزن كتل الصخر المتحركة نتيجة للهزة وأشد الزلازل التى سجلت بلغت قوتها 8.6 ريختر وقد صاحبها كم من الطاقة يقدر بحوالى البليون طن من مادة TNT المتفجرة.
وتصنف الزلازل كذلك من حيث موقعها من ألواح الغلاف الصخرى للأرض إلى الأنواع التالية:
أولاً: هزات أرضية عند حواف ألواح الغلاف الصخرى للأرض أى بين ألواح الغلاف الصخرى (Interpolate Earthquakes) وتشمل:
هزات أرضية عند حواف تباعد ألواح الغلاف الصخرى أى حواف الاتساع Spreading Zone or Divergent Zone Earthquakes, or Mid-ocean ridge Earthquakes) وهى تمثل حولى 10% فقط من الهزات الأرضية المسجلة على سطح الأرض، ولا يصاحبها أكثر من 5% من مجموع الطاقة الاهتزازية (Seismic Energy) لزلازل على كل سطح الأرض.
هزات أرضية عند حواف تصادم ألواح الغلاف الصخرى أو حواف التصادم (Conversion Boundary, Collisional Boundary, Subduction Zone or Trench Zone Earthquakes). وهى تمثل غالبية الهزات الأرضية المسجلة على سطح الأرض، ويصاحبها أكثر من 90% من الطاقة الاهتزازية المنطلقة مع الزلازل ضحلة المنشأ، وغالبية الطاقة المصاحبة للزلازل متوسطة وعميقة المنشأ.
هزات أرضية عند حواف الانزلاق لألواح الغلاف الصخرى (Gliding Boundary or Strike- Slip Boundary Earthquakes). وهى تمثل نسبة ضئيلة جدا من الهزات الأرضية المسجلة على سطح الأرض لأن حركة الانزلاق هذه عادة لا يصاحبها حدوث زلازل (Aseismic) والطاقة الاهتزازية المصاحبة لها صغيرة، ومن أمثلتها زلزال خليج العقبة الذى حدث فى 29/6 إلى 4/7/416هـ (الموافق 22/11 – 26/1995م).
ثانياً: هزات أرضية فى داخل ألواح الغلاف الصخرى للأرض (Intraplate Earthquakes) وتنشأ هذه الهزات الأرضية عن نظم محلية للطاقة الحبيسة فى داخل ألواح الغلاف الصخرى للأرض تتولد نتيجة لتحرك صخور اللوح الأرضى، وترتبط بالتغيرات فى درجة الحرارة، سمك اللوح، وقوة الصخور فى عمقه وعلى سطحه، والتباين فى درجة تفاعل تلك الصخور مع الطاقات الحبيسة فى داخل صخور اللوح، ومن أمثلة ذلك زلزال مصر الذى حدث فى أكتوبر 1992م.
وعلى الرغم من قصد الفترة الزمنية التى تستغرقها الهزة الأرضية الرئيسية والتى قد لا تستغرق أكثر من ثوان معدودة، فإنها عادة ما يتقدمها عدد من الهزات الإنذارية تعرف باسم الهزات السابقة (Foreshocks) ويتبعها عدد من الهزات اللاحقة (Aftershocks) والى قد تستمر لعدة أيام وقد يبلغ عددها مئات الهزات.
وتتسبب الهزات الأرضية على اليابسة فى نوعية التربة بشكل واضح (Soil liquefaction) مما يؤدى إلى إنهيارات شديدة لكل من التربة وما تحمله فوقها من بناء و منشآت لمئات الأمتار عبر مساحات شاسع وينتج عن ذلك تدمير المساكن والطرق والجسور وخطوط السكك الحددية، ومنشئات الطاقة و الموانىء والمدافىء وغيرها وقد يصحب ذلك التدمير الحرائق، وتسرب الغازات السامة والمواد المشعة وتدمير الخزانات المائية واختلال مناسب المياه فى الآبار والبحيرات الداخلية وفوق ذلك كله قتلة وجرح وتشريد الآلاف من البشر والكائنات الحية من حولهم، وهذا قليل من كثير من الكوارث التى تنتج عن الهزات الأرضية