تعكس مسيرة التعليم في الأردن اهتماماً بالغاً من القيادة الهاشمية الرشيدة في توفير الفرص التعليمية، وتحقيق التكامل في توفيرها للجميع بغض النظر عن الجنس أو اللغةأوالدين، وذلك في مختلف أنحاء المملكة:مدنها وأريافها وبواديها0 وقد تم تعزيز هذا التوجه في التشريعات التربوية على اختلاف مستوياتها بدءاً من الدستور الأردني ومروراًبالقوانينالتي تناولتالشأن التربوي، وانتهاءً بالأنظمة والتعليمات والأسس المعتمدة0 وتنبثق فلسفة التربية في الأردن من :الدستور الأردني ، والحضارة العربية الإسلامية، ومبادئ الثورة العربية الكبرى، والتجربة الوطنية الأردنية 0
وقد أدى تعدد الفرص التعليمية وتنوعها وانتشارهافيأنحاء المملكة كافة للجنسين على السواء إلى ارتفاع نسب التحاق الإناث، بمختلف المراحل التعليمية بدرجة فاقت الذكور في بعضها (كالمرحلتين الأساسية والثانوية)0 كما انخفضت الفجوة القائمة في معدلات القرائية (محو الأمية) بين الذكور والإناث نتيجة الجهود المبذولة في هذا المجال بشقيها الوقائي والعلاجي0
وتشير البيانات الإحصائية للعام الدراسي (2001/2002) إلى أن عدد المدارس في المملكة قد بلغ (5137) مدرسة يتعلم فيها (484ر463ر1) طالباً وطالبة ويُعلم فيها(723ر71)معلماًومعلمةوذلكفي مختلف المراحل الدراسية في أنحاء المملكة كافة0
أما من حيث السلطات فتشرف على تعليم الطلبة سلطات عدة تتعاون فيما بينها بغرض تحقيق الأهدافالعامةللتربيةوالتعليم;، وتعتبروزارة التربية والتعليم المؤسسة التربوية التي تقدم خدمات التعلم والتعليم للنسبة الأعلى من الطلبة والتي تبلغ (6ر70%)من إجمالي الطلبة في المملكة، تليها في المرتبة الثانية المدارس الخاصة التي تبلغ نسبة الطلبة الملتحقين بها (7ر18%)، بينما تقدم وكالة الغوث الدولية خدماتها التعليمية إلى(2ر9%)من الطلبة، في حين تقدم مؤسسات حكومية أخرى خدماتها إلى (14ر0%) من إجمالي طلبة المملكة0
إما فيما يتعلق بالأمية في الأردن، وبفضل الجهود الحثيثة والمكثفة التي بذلها الأردن للحد منها، فقد انخفضت نسبتها إلى أن بلغت(5ر10%)في عام2003، ;وكانت النسبة (6ر5%) للذكور، و (3ر15%) للإناث0 وللقضاء على الأمية فقد قامت الوزارة بفتح مراكز لتعليم الكبار حتى الصف السادس الابتدائي،تشكل الإناث ما نسبته(5ر86%)من إجمالي الملتحقين بها، مما يدل على وعي المرأةوإدراكها لأهمية التعليم في تطوير مسار حياتها0
قد واصل الأردن جهوده لإحداث التطوير التربوي الشامل بمختلف مناحي العملية التربوية وبما يتوخى أن ينعكس إيجاباً على الطالب باعتباره محور هذه العملية وغايتهاالرئيسة، فقد شملالتطوير محاورعدةأبرزها:تعميمتدريس اللغة الإنجليزيةلتشملالصفوف جميعها من(1-12)،وحوسبةالتعليمفي مدارس المملكة، وتمكين المعلمين والطلبة من مهارات الحاسوب وتقنياته، مما يبسط عمليات التعلم ويعمق الفهم لدى الطلبة، ويجعل عملية التعلم أكثر جدوى وفائدة ومتعة0إضافة إلى المباشرة بإنشاء مدارس الملك عبد الله الثاني المعظم للتميّز، والتوسع في إقامة رياض الأطفال الحكومية في المناطق ذات الحاجة، وتشجيع القطاع الخاص على مواصلة جهوده
في هذا المجال، وتطوير برامج التربية الخاصة لذوي صعوبات التعلم، ومواصلة تطوير المناهج والكتب المدرسية والتقنيات التربوية، وإقرار سياسة التنمية المهنية المستدامة للمعلمين ونظام رتب المعلمين والمباشرة بتطبيقه، وتطوير البناءالمدرسي ومرافقه وتسهيلاته0 وتأمل الوزارة من خلال ذلك كله إلى إحداث نقلة نوعية في التعلم والتعليم، وتنمية نمط التفكير الملائم لعصر المعلوماتية انسجاماً مع رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم بأن يغدو الأردن مركزاً لتكنولوجيا المعلومات في المنطقة0